حياة البلدة الاجتماعية

أشتهرت بلدة تلكيف باستخراج زيت "بذر الكتان" الذي كان يستعمل حتى الخمسينيات من القرن الماضي كوقود الى "المسرجة" أو الفانوس التي كانت تستعمل في الماضي للإضاءة في الليل. كما برعوا في صناعة البارود. الذي كان يستعمل لتكسير أو تفجير الصخور والأحجار الكبيرة لاستخدامها في البناء. كما اشتغل الأهالي في الحياكة والغزل وخاصة الألبسة البيضاء وعرفوا ايضا كبقية البلدات صناعة "الراشي" أو الطحينية وهي عصير السمسم وكذلك عمل "الحبية" والبرغل أي نتاج تقشير وتكسير حبوب الحنطة. كما استخرجوا من ارض تلكيف الحجر واحيانا المرمر للبناء. كما تشتهر بعمل الحلة "الكبة" والتي عرفتها الموصل وبلداتها من عدة قرون.
وقد اشتهر من ابناء وبنات تلكيف الآنسة ماري تيريز اسمر التي كتبت كتابا شهيرا عن رحلاتها العديدة في اوربا باللغة الانكليزية. وكانت ماري قد ولدت في تلكيف عام 1806 ثم سافرت الى بغداد ومنها الى بيروت وتجولت في بعض البلدان الآسيوية ثم سافرت الى بريطانيا وفرنسا وايطاليا، وقد ادّعت انها أميرة بابلية من نسل سميراميس، وطبعت مذكراتها في عام 1845 باسم "صوت من الشرق الى نساء بريطانيا" وقد شبهت نفسها بسميراميس البابلية* وزنوبيا الآرامية. ومن الشخصيات التي عرفت في مجال كتابة تاريخ المسيحية في العراق الأستاذ روفائيل بأبو اسحق الذي ألف ثمانية كتب أبرزها "تاريخ نصارى العراق" وهو أول كتاب موضوعي يتحدث عن تاريخ المسيحية في العراق، طبع في عام 1949 وكتابه "المدارس القديمة في العراق" الذي يعد من أفضل الكتب في هذا المجال حتى الآن، بالاضافة الى ذلك كان روفائيل شاعرا رقيقا له ديوان مطبوع ومن الصحفيات العراقيات الأوائل السيدة مريم نرمي المولودة في تلكيف عام 1890 وهي اول من كتب من الصحفيات في جريدة "دار السلام" التي أصدرها ماري الكرملي، كما اصدرت جريدة "فتاة العرب" عام 1937 وكانت قد سبقتها بولينا حسّون في اصدار أول مجلة نسائية في العراق في 15/ 10/ 1923 باسم "ليلى"، ولما أغلقت جريدتها سافرت مريم نرمي الى بيروت.
ومن الصحفيين يوسف هرمز ججو صاحب جريدة "صوت الشعب" الأسبوعية التي أعقبت عام 1952 وله سبعة مؤلفات أشهرها "آثار نينوى أو تاريخ تلكيف" طبعه في عام 1937 وكذلك الصحفي المشهور اسكندر معروف الذي أصدر أربع صحف متتالية آخرها جريدة "العروبة" والى جانب صحفه كتب ثلاثة كتب تحمل طابعا سياسيا.
ومن أشهر رجال الدين في تلكيف المطران يعقوب اوراها متي "1848-1915" الذي اغتاله العثمانيون عام 1915 في منطقة الجزيرة مع ثلاثة من القسس وألقيت جثثهم في النهر. وكذلك البطريرك عمانوئيل دلي الذي ولد في عام 1927 وحصل على شهادة الدكتوراه في اللاهوت من جامعة "اللاتران" في فرنسا وسمي في 6 حزيران من 1967 رئيسا لأساقفة كشكر (أول وأكبر مدينة مسيحية في العراق خلال القرون "1-8" للميلاد)، وفي نهاية عام 2007 رقي الى أعلى درجة كهنوتية في الشرق واصبح ثاني كردينال عراقي ينال هذه الرتبة بعد الكردينال جبرائيل تبوني الذي نالها في الأعوام "1929- 1967".